حادثة في شبوة تساهم في التطبيع الاماراتي الاسرائيلي
الزيارات: 760
في اغسطس عام 2017م تحطمت طائرة إماراتية في صحراء محافظة شبوة تحمل على متنها جنوداً
خاص - صحيفة اليمن - امجد خشافة
بينهم نجل شقيق محمد بن زايد، لتشكل هذه الحادثة أحد الأسباب الرئيسية في تسريع التطبيع بين أبو ظبي والكيان الاسرائيلي.
تقول الرواية التي سردها موقع "جلوبس" الاسرائيلي، خلال الأيام الماضية، إن البداية تعود إلى حادثة إقلاع طائرة نوع أباتشي إماراتية من أحد معسكرات العدوان في شبوة وعلى متنها عشرة جنود إماراتيين من بينهم زايد بن حمدان، وهو أحد أفراد العائلة الحاكمة وصهر محمد بن زايد، لكنها لم تدم طويلاً حتى سقطت في صحراء المحافظة.
في تلك اللحظات، تحركت القيادة العسكرية الاماراتية للتواصل مع الجانب الأمريكي للتدخل السريع لإنقاذ الجنود والأهم فيهم حفيد بن زايد، وخلال دقائق من تحول الطائرة إلى كوم من الحديد والنار، تلقى جنرال أمريكي، كانت تربطه علاقة وطيده مع سلطات أبو ظبي،اتصالاً لطلب المساعدة، فتحركت على الفور طائرة انطلقت، من المؤكد، من السفينة الامريكية الراسية في خليج عدن إلى صحراء شبوة حيث حطام الطائرة.
وصل الجنود الاماراتيون إلى السفينة لكن كان ثلاثة منهم قد لقوا مصارعهم، وجرح السبعة الآخرون فيما حمدان قد تحولت جراحه إلى شلل نصفي بعد ضربة أصابت عموده الفقري.
لم تستعن الامارات بحليفتها السعودية، وتلك نقطة تشي بسخرية الأولى من حليفتها، والتقليل من إمكانياتها، وعدم الثقة بينهما رغم الادعاء في الإعلام بالانسجام في مشروعهم العدواني على اليمن.
تمكن الجنرال "ميجالكوريا"من إنقاذ حياة حمدان، فزادت علاقته بسلطات أبو ظبي وتحول إلى بطل بنظر ابن زايد- بحسب رواية ذات الموقع- ولم يعد بنظرهم مجرد قنصل عسكري لأمريكا في بلادهم، إضافة إلى أنه صار في عمله الجديد مستشاراً خاصاً للبيت الأبيض ومجلس الأمن القومي لرسم سياسات الخليج العربي.
مرت ثلاثة أعوام من حادثة تحطم الطائرة، وبدأت الامارات تبحث عن تطبيع علني، مع الكيان الصهيوني، في إطار مهامها المُوكلة في المنطقة برعاية أمريكا، فعاد الجنرال "كوريا" مرة أخرى للواجهة بوصفه رجل أمريكا العسكري في صناعة سياسات الخليج، وأبرز الوسطاء الامريكيين لتنفيذ التطبيع بين الامارات والكيان الصهيوني.
وقبل مراسيم التوقيع في البيت الأبيض، أشار عبدالله بن زايد وزير خارجية الامارات إلى الجنرال "كوريا"وقال "هذا الجنرال من أفراد عائلتي"، وهي إشارة تؤكد على الدور الكبير الذي لعبه كوسيط بين الصهاينة والاماراتيين.
وفيما بعد، تحدث سفير الامارات في واشنطن، أن الجنرال "كوريا" إن اتفاقهم مع الكيان الاسرائيلي كان يحتاج إلى عنصر حيوي وهو ما مثله الجنرال "كوريا" وذلك على خلفية مهمته في حادثة تحطم الطائرة في شبوة.
ولم تقتصر مهمة الجنرال الأمريكي "كوريا" على نسج خيوط التطبيع، ولكن كان الأغرب هو اقتراحه تسمية هذا الاتفاق، إذ أن تسميته بـ"اتفاقية السلام" يحمل كماً كبيراً من السخرية، فالسلام عقب حرب بين دولتين بينما الامارات نشأت بين يدي الاستخبارات البريطانية والامريكية،وشكلت شوكة غربية اسرائيلية في خاصرة الجزيرة العربية، فاقترح الجنرال تسمية الاتفاق بـ (إبراهام).
هذه الحادثة لا ننقلها لمجرد التسلية، ولكنها تكشف عن الدور الوظيفي الاماراتي الذي تقوم به في عدوانها على اليمن أرضاً وإنساناً، وتخادمها مع أمريكا بوصفها أحد أدوات الاحتلال الغربي الحديث وتنفيذ أجنداته في اليمن والمنطقة العربية بشكل عام.
وعلى قدر أن هذه الدولة العدوانية صغيرة الحجم والتي تنطلق بلا تاريخ ولا شعب حقيقي ولا ثقافة راسخة، إلا أن دورها الوظيفي في اليمن لصالح أمريكا جعلها تظهر بانتفاشة فاضحة، محاولة أن تبدو تارة بدور "اسبرطة" العرب، وتارة بالمنقذ في الحرب "على الارهاب" حسب زعمها، في المناطق الجنوبية.
في الأخير، لقد كشف حطام الطائرة، عن هشاشتها العسكرية وفشلها في إدارة حوادث عسكرية صغيرة،وما تقوم به في اليمن لا يعد عن كونه تقديم خدمات لأمريكيا، ومؤخراً لإسرائيل،كما يجري في جزيرة سقطرى.