ذكرى ال30 من نوفمبر..والحاجة الماسة إلى تجديد روح الثورة

ذكرى ال30 من نوفمبر..والحاجة الماسة إلى تجديد روح الثورة

نقيب/ سلطان عبدالله العماد

تبقى الحقيقة التاريخية الخالدة التي لا يمكن للمتربصين باليمن الواحد وشعبه الحر والكريم إنكارها مهما تفننوا في قلب وتزييف الحقائق التاريخية

.. هي حقيقة أن ال 30 من نوفمبر 1967م ما كان له أن يكون لولا توحد الشعب اليمني في مسيرته النضالية من أقصاه إلى أقصاه وفي إطلاقه لشرارة ثورة ال 14 من أكتوبر 1963م ضد الاستعمار البريطاني كامتداد طبيعي لثورة ال26 من سبتمبر 1962م .
هاتان الثورتان المعبرتان في أهدافهما ومبادئهما عن إرادة الشعب الواحدة والمجسدتان في سياق مسيرة كفاحهما المسلح واحدية الروح الشعبية الوطنية الواحدة ورغبته العارمة في التحرر من نير الطغيان والاستعمار والاحتلال كانتا كفيلتان بهزيمة جبروت المحتل البريطاني بعد أن ظل جاثمًا بكل ثِقَله على أرض الوطن اليمني لما يربو على (129 عامًا).
اليوم وفي ظل الواقع الذي تجسدت ولا تزال تتجسد فيه أروع صور تضحيات وبطولات شعبنا اليمني في سبيل المواجهة والتصدي لأطول عدوان ومحاولة غزو واحتلال لوطننا اليمني تبرز الحاجة الماسة إلى تجديد روح ثورة الشعب من أقصاه إلى أقصاه في مسيرة كفاح ونضال واحدة ضد الغازي والمحتل الإماراتي السعودي الجديد كونه في حقيقة أمره مجرد أداة عمالة وتبعية وارتهان لمحتل الأمس البريطاني الذي ظل جاثما على أرض جنوب الوطن أكثر من قرن وربع من الزمان وتأكدت له رغم طول فترة بقائه في ال 30 من نوفمبر 1967م حقيقة أن اليمن مقبرة الغزاة وأن إرادة الشعوب وحدها من تنتصر .
تبرز الحاجة الماسة إلى ثورة يمنية جديدة ومسيرة كفاح ونضال واحدة لا تختلف عن ثورة أكتوبر في الملامح والتوجهات والأهداف والمحفزات والإرهاصات والاشتراطات الذاتية والعوامل الموضوعية التي حتمها الواقع اليمني الذي مثل بكل المعايير الأكثر تخلفا ومأساوية في زمن ما قبل اندلاع ثورة أكتوبر 1963م ويتكرر اليوم بكل ملامح وأشكال وصور مأساويته في زمن الاحتلال الإماراتي السعودي الجديد.
وهو الاحتلال الذي لا يمكن التخلص من نيره وجبروته سوى بثورة أخرى معبرة عن إرادة وتطلعات الشعب وحاجته الوطنية والتاريخية إلى التحرر من الواقع المأساوي المكبل بقيود طغيان أنظمة الاستعمار والاستكبار والنفوذ والتدخل الأجنبي الجديد الذي يسعى إلى مصادرة حرية الشعب واستقلالية الإرادة والسيادة اليمنية .
ثورة يمانية واحدة تمثل ذروة الفعل الثوري الوطني التحرري وتتويجا لمسارات كفاحه ونضالاته الطويلة وتضحياته الجسيمة في سبيل التصدي للعدوان الإجرامي الوحشي وفي سبيل التحرر من ربقة الوصاية والتدخل الأجنبي بكافة أشكاله وفي سبيل نيل الحرية ونيل الحق الكامل في التنمية والتطور والتقدم والازدهار وبناء الحاضر والمستقبل الذي يليق بشعب اليمن الحر الأبي بين شعوب الأرض .
ولم لا ؟! وعدو كل الثورات اليمنية واحد هو ذلك العدو الذي جند نفسه وسخر كافة إمكاناته وقدراته لتحقيق هدف وأد أي ثورة يمنية والقضاء عليها منذ اللحظة الأولى لاندلاعها وكسر إرادة الشعب اليمني والحيلولة دون تحقيق آماله وتطلعاته في التغيير والتطور والنهوض الحضاري وكسر أغلال الهيمنة والوصاية الأجنبية المباشرة وغير المباشرة..
لم لا ؟! والذكرى ال 53 لعيد الاستقلال والتحرر من نير الاستعمار البريطاني في 30 نوفمبر 1967م تهل علينا اليوم وشعبنا اليمني في محافظات جنوب الوطن يبحث عن مخلص ومساند يأخذ بيده وينتشله من واقع بؤسه وشقائه ويسير به نحو تحقيق أحلامه في نيل الحرية والاستقلال والتحرر من براثن طاغوت وجبروت الغازي والمحتل الإماراتي السعودي الجديد الذي يمارس في حقه أبشع ممارسات الطغيان والحرمان من عيش واقع الحرية والسلام والاستقرار ولو حتى في أدنى صوره .
لم لا ؟! وكل تلك الأمور وكل مساوئ وإشكالات ومصائب الواقع الذي أصبحت تعيشه محافظات جنوب الوطن التي أصبحت خاضعة لسلطة الاحتلال الجديد تجعل من الذكرى ال53 ليوم الاستقلال المجيد في ال 30 من نوفمبر 1967م مناسبة لاستلهام العبر والدروس، التي تضع في ضوئها أجيال اليوم أهداف ومبادئ ثورتها الجديدة ومسيرة كفاحها ونضالها المتجددة والواحدة والسير على دربها بإرادة وعزيمة قوية لتجاوز واقع الاحتلال المفروض عليها والتصدي والإفشال لكل محاولات الإذلال الاقتصادية، والسياسية، والعسكرية والثقافية حتى نيل الاستقلال والحرية، والكرامة، والعزة اليمانية الكاملة وغير المنقوصة.


طباعة  

مواضيع ذات صلة