الإمام زيد عليه السلام.. منهجية قرآنية ومسيرة ثورية

الإمام زيد عليه السلام.. منهجية قرآنية ومسيرة ثورية

لذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي السجاد عليهما السلام أهميتها البالغة ومكانتها العظيمة في قلوب كل المؤمنين الصادقين..

*اللواء صلاح عبدالرحمن بجاش - محافظ تعز

فالإمام زيد عليه السلام هو من ضمن القلة القليلة الذين استطاعوا أن يغيروا في مجرى التاريخ.. حيث كانت له مكانته العالية، ودوره الكبير والعظيم في مواجهة أعداء الله من الطغاة والمستكبرين.

ونحن اليوم نعيش في ظل ثورة مباركة ضد الظلم والهيمنة والوصاية الخارجية التي كانت مفروضة على وطننا وشعبنا من قبل قوى الطغيان والاستكبار العالمي وادواتهم في المنطقة نظامي ال سعود وال زايد..

ولذا فاننا بجاحة إلى منهجية قرآنية وليس هناك أهم من منهجية الإمام زيد عليه السلام.

فيجب علينا أن نستلهم الدروس والعبر العظيمة التي تسوقها الينا هذه الذكرى الهامة، لنتدبرها ونستلهم منها روح الثورة الحقيقية في وجه الظلم، ومن ضمن دروس هذه الذكرى، أن العلماء حينما مالوا عن منهجية الإمام زيد عاشوا حياة الذل والخضوع والخنوع للحكام والسلاطين..

ولذا لا يجب ان تمر علينا هذه الذكرى العظيمة مرور الكرام ولا أن تكون مجرد ذكرى فقط، بل ينبغي أن نستفيد منها كامل الاستفادة، فنجعل منها محطة لتجديد العزيمة وتقوية الإرادة في رفض الظلم ومقارعة ومجابهة الطغاة، والسير على منهجية الإمام زيد عليه السلام، ومن سبقوه من أبائه آل البيت النبوي المحمدي، وكذا من أتوا بعده من أعلام الهدى الأطهار المتصلين سنداً ومدداً بخاتم النبيين وسيد المرسلين محمد بن عبدالله الصادق الأمين عليه وعليهم أجمعين أفضل الصلاة وأزكى وأتم السلام والتسليم.

لم يقبل الإمام زيد عليه السلام بأن يكون ساكتا أمام من يمارس الظلم والجور والطغيان، وذلك امتثالاً لمنهجية القرآن، بل تحرك في مواجهة الطغاة والظالمين، بوعي وبصيرة وشجاعة كبيرة مع قلة الناصر له، فتحرك في هذا الطريق العظيم كما تحرك جده الحسين عليه السلام مقتفياً أثره سائراً على دربه القويم..

تحرك عليه السلام وهو يحمل الألم على أمة جده، عندما يرى الجور والتجبر والظلم من قبل الطغاة والظالمين، ويستشعر مسؤوليته تجاه ذلك فيقول: "والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت والله ما يدعني كتاب الله أن تكف يدي".

أعود هنا فأقول ان ذكرى استشهاد حليف القرآن الإمام زيد بن علي عليهما السلام، هي محطة هامة ومهمة وعظيمة جداً للتزود بالعزم والإرادة.. فننطلق بكل قوة وبوعي وبصيرة في تعزيز تلاحم وترابط وتماسك جبهتنا الداخلية، لتكون على الدوام جبهة قوية فتية متماسكة واعية عصية على الاختراق، ومتحلية بالعلم والمعرفة وبالثقافة القرآنية والعزيمة الجهادية الصادقة في مجابهة الظالمين والتصدي للمعتدين الآثمين ومواصلة مسار الانتصار اليماني المبين.. فالتصدي للعدوان ومجابهة قوى الطغيان هو موقف حق وعدل وهو كذلك مشروع حياة وعزة وكرامة واستقامة على الطريقة التي أمرنا بها الحق سبحانه جل جلاله وتعالى في علاه.


طباعة  

مواضيع ذات صلة