رمضان و الناس

رمضان و الناس

خالد  ابو الخير

الأجواء الرمضانية لها مذاق خاص مختلف عن سائر بلاد العالم الإسلامي و مظاهر إبداء البهجة والسرور بدخول الشهر الكريم تكون واضحة بوجوه الجميع. حيث تتزحم الأسواق بالناس ويتنافسون في شراء اللوازم الرمضانية،ويعبّر المشهد عن مشاعر الفرحة التي تعم الجميع.
و خلال الفترة التي تسبق شهر رمضان في تلك الاسواق في جميع البلدان تخصص مساحات لعرض السلع الرمضانية بشكل واضح أمام المواطنين واجراء عروض وتخفيضات على سلع متنوعة. بل و يتنافسون في تخفيض الاسعار بنسب عالية جدا لاغراء مواطنيهم بالشراء و يصل لحد عمل سحوبات و عروض مغرية على السلع لجذب أكثر عدد من المستهلكين.
ولكن في بلادنا و دونا عن سائر الدول تتكررظاهرة ارتفاع الأسعار بمناسبة شهر رمضان كل سنة. حتى اصبح الانطباع العام بان رفع الاسعار اقترن بحلول شهر رمضان .
و قد بدأ الخوف يسري في بيوت المواطنين، مع اقتراب موعد شهر رمضان الذي لا يفصلنا عنه سوى أيام قليلة، متوقعين أن ترتفع الأسعار كالعادة . لوحظ للعيان ونحن نقف على اعتاب الشهر الفضيل ارتفاعا غير مبرر للمواد الغذائية من الزيوت و الطحين ومختلف الاصناف الاستهلاكية للمواطن بزيادات تصل بعضها الى 100% في فترة وجيزة . وبالتالي يصعب على العائلات اقتناء كل احتياجاتها في هذا الشهر.
وللأسف معظم التجار لا يهمهم إلا الحصول على أرباح، حيث يقومون باستغلال هذا الشهرالكريم لزيادة أسعارهم وتحقيق أرباح قياسية خلال فترة قصيرة ، والتعاطي مع الشهر الفضيل من منطلق مادي بحت من خلال استغلال هذه المناسبة الدينية في غير مراميها الايمانية ،
الايكفي معاناة الناس بسبب العدوان من انعدام الرواتب والمشتقات النفطية و شحة الكهرباء و الغاز و التي اصبحت باسعار فوق السياحية و الافتقار للعديد من الخدمات الاساسية .
فيجب الضرب بيد من حديد على كل تاجر مستغل للوضع و مراقبة الأسواق بشكل دوري لضمان استقرار الأسعار وعدم وجود أية ممارسات احتكارية و عمل خطة للرقابة على الأسواق للتأكد من توفر جميع السلع بأسعار معقولة عن طريق مختلف الجهات و على راسها وزارة الصناعة والتجارة والتموين والتي نتمنى ان تفوق من سباتها و غفلتها و تنظر لمسؤولياتها . فالمواطن اليمني، الضحية الأولى وراء ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية، والذي يدفع الفاتورة غاليا، لذلك فذوي الدخل المحدود والذين لديهم أسر كبيرة يعيلونها لم يبق في استطاعتهم تحمّل موجات الغلاء المستمرة التي طالت معظم الاحتياجات اليومية.
فمن لا يرحم الناس لا يرحم و خاصة ان الدعوات مستجابة برمضان ... ربي يفرجها على الناس جميعا


طباعة  

مواضيع ذات صلة