الجنوب على صفيح ساخن.. تحالف الاحتلال ومجلس العليمي والانتقالي شركاء سياسة التجويع

من بوابة اليمن الشرقية مروراً بشبوة وأبين وعدن وصولا إلى جزيرة سقطرى ، ومن الساحل الغربي ومضيق باب المندب والجزر المحتلة إلى خليج عدن ،

اليمن - خاص

الجنوب على صفيح ساخن.. تحالف الاحتلال ومجلس العليمي والانتقالي شركاء سياسة التجويع

تصاعدت وتيرة صراع المصالح وتقاسم مناطق النفوذ بين وكيلي القوى العدوانية الاستعمارية "الصهيو أمريكية البريطانية الفرنسية" في المنطقة وتحت إدارة وإشراف واشنطن ولندن ووفق سيناريو عدواني احتلالي ارتزاقي يصب في خدمة الأجندة النهبوية لثروات اليمن ومقدراته الاقتصادية النفطية والغازية والسميكة والاستحواذ على مناجم الذهب والمعادن الثمينة التي تزخر بها محافظات المهرة وحضرموت وبقية المناطق والجزر اليمنية المحتلة ، وما جرى ويجري في المكلا وسيئون من صراع بين قوى الاحتلال وأدواتها الاسترزاقية المجندة بالدرهم الإماراتي والريال السعودي خلال هذه الأيام ما هو إلا مقدمة لمرحلة عدوانية أكثر خطورة ليس فقط على حضرموت المحتلة الغنية بالثروات والمتميزة بالموقع والمساحة الشاسعة التي تمثل ثلث مساحة الوطن ، بل ايضاً على وحدة اليمن وسيادته واستقلاله ومصالحه العليا ، وهو الأمر الذي يضع كل أبناء شعبنا الأحرار أمام مسؤوليات كبيرة لمواجهة كافة المخاطر والتحديات الاستعمارية الراهنة والتصدي لها ودفنها في مهدها.

انتهاكات إنسانية


وفي هذا السياق تأتي تطورات ومستجدات الأحداث في حضرموت متزامنة مع ما تشهده المحافظات الجنوبية والشرقية من انهيار غير مسبوق للعملة المزورة التي اعتمدتها حكومة المرتزقة هناك حيث وصلت قيمة الدولار الواحد إلى أكثر من ( 1440) ريالا، ما أدى إلى ارتفاع مهول في أسعار المواد الغذائية الضرورية بعد أن أصدرت حكومة المرتزق معين الغارقة في وحل الفساد والإفساد جرعة سعرية جديدة ضاعفت من معاناة المواطنين الذين أصبحت حياتهم لا تطاق لا سيما في ظل ارتفاع درجة الحرارة وانعدام خدمات الكهرباء وانتشار الأوبئة والأمراض الفتاكة وخلو المستشفيات من الخدمات الطبية والأدوية، وارتفاع ضحايا الانفلات الأمني.. حيث بلغ عدد القتلى والجرحى خلال يونيو الماضي أكثر من 157 قتيلا وجريحا في مدينة عدن والمناطق المحتلة .. فيما زادت الانتهاكات إلى ما نسبته 180% مقارنة مع شهر مايو ٢٠٢٣م وهي مؤشرات تنذر بانفجار ثورة جياع خلال الأيام القادمة تطيح بحكومة الارتزاق ومجلس العار السعودي .

تحركات عسكرية


إلى ذلك أكدت مصادر مطلعة أن ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا قد صعد من تحركاته العسكرية باتجاه حضرموت خاصة بعد فشله الذريع في السيطرة على سيئون بمناسبة ما يسميها ( بيوم الأرض) رغم استقدامه عددا كبيرا من أفراد وضباط مليشياته المناطقية الضالعية اليافعية بزي مدني إلا أن قبائل آل كثير الحضرمية مسنودة بما يسمى بمرتزقة درع الوطن والحرس الرئاسي ومليشيا الإصلاح كانت قد تمكنت من دحرها من مقر المهرجان الذي أقيم بقصر باكثير في سيئون الواقع تحت سيطرة ما يسمى بالمنطقة العسكرية الأولى التابعة لتنظيم الإخوان.

حشود وتهديدات


إلى ذلك أكدت المصادر المطلعة عن كثب أن مليشيات انتقالي الإمارات عززت تواجدها في حضرموت عسكريا، متوعدة بتكرار سيناريوهات عدن وشبوة وأبين وسقطرى ، وجاءت حشود وتهديدات الانتقالي واستعدادته القتالية للسيطرة على سيئون تنفيذا لتوجيهات رئيس المجلس المرتزق عيدروس الزبيدي الذي أدار اجتماعا عسكريا لما يسمى بالقوات الجنوبية من الخارج .. مؤكدا أن قوات الانتقالي الجنوبي لن تتهاون في الدفاع عما أسماه ( بالشعب) وحماية تطلعاته المشروعة موجها تهديدا ضمنيا باقتحام سيئون ودحر مرتزقة الإصلاح والسيطرة على حقول النفط بوادي حضرموت.
بالمقابل كشفت مصادر مطلعة عن توجيه مملكة العدوان والاحتلال السعودية ، تهديداً لرئيس المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا عيدروس الزبيدي ، بفرض عقوبات دولية عليه في حالة إقدامه على مهاجمة مديريات وادي حضرموت.
وقالت المصادر إن السفير الأمريكي ستيفن فاجن نقل خلال لقائه الزبيدي في الإمارات ، رسالة سعودية برصد التحركات العسكرية والتعزيزات التي يرسلها الانتقالي إلى مدينة المكلا لمهاجمة سيئون وبقية مديريات وادي حضرموت ، وأن القوات السعودية ستستهدفها إذا لم تعد تلك التعزيزات إلى معسكراتها في عدن ولحج وشبوة .
مضيفة أن فاجن أبلغ الزبيدي أن السعودية ستطالب مجلس الأمن الدولي باعتبارها قائدة التحالف ، بفرض عقوبات دولية عليه وإدراج المجلس الانتقالي ضمن الكيانات المعرقلة للتسوية في اليمن .
وفي هذا السياق جاء تهديد مملكة آل سعود لما يسمى بلواء بورشيد ( مرتزقة الإمارات) بالقصف إذا ما تحرك باتجاه مدينة سيئون ووادي حضرموت .. وتوعدت الرياض ما يسمى رئيس المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا بدفع الثمن غاليا إذا ما تحركت مليشياته باتجاه سيئون ومديريات الوادي حيث تتواجد حقول النفط والغاز .
وأكدت المعلومات الواردة من المكلاء وسيئون أن قيادة الاحتلال السعودي وجهت وحدات ما يسمى المنطقة العسكرية الأولى ووحدات تابعة لما يسمى ( لدرع الوطن) بالانتشار والتموضع قتاليا بدءا من مديريات الوادي وصولا إلى مداخل مدينتي سيئون والمكلاء ودعم القوات الحضرمية المساندة لما يسمى مجلس حضرموت الوطني الذي شكلته الرياض مؤخرا .. وكانت قوات تنتمي إلى ما يسمى ( النخبة الحضرمية) قد اعترضت يوم أمس الأول باصات تقل جنودا من مليشيات الانتقالي قادمين من مدينة عدن المحتلة على مدخل مدينة المكلا.. وصرح قيادي حضرمي لم يشر إلى اسمه أن النخبة الحضرمية لن تسمح بدخول ما أسماه بالقوات الجنوبية إلى المكلا .. واصفا ما يقوم به الانتقالي تمردا على ما أسماه ( الشرعية) .. مستغربا من مواقف المرتزق ( المحرمي) قائد ما يسمى بالعمالقة نائب رئيس الانتقالي وعضو مجلس ما يسمى بالرئاسي الذي يتسلم مرتبات مليشياته الشهرية من الرياض، إضافة إلى اعتمادات مزدوجة من أبو ظبي وجزء من عائدات ميناء عدن بتوجيهات من رئيس المجلس الانتقالي العميل الإماراتي عيدروس الزبيدي.

مكونات تمزيقية


وعلى ذات الصعيد وفي إطار مخطط الرياض التآمري الهادف إلى إنشاء مكونات تمزيقية تعيد المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة إلى أزمنة السلطنات والإمارات والمشيخات التي كانت قائمة أيام الاستعمار البريطاني ، وتحت مسمى ( منح المحافظات الحكم واسع الصلاحات) أكدت المصادر أن المرتزق عوض بن الوزير محافظ شبوة الموالي لدويلة الإمارات قد وجه الاثنين الماضي الأجهزة الأمنية بمنع إقامة فعالية إشهار حلف ( أبناء وقبائل شبوة) بقيادة المدعو علي حسن بن دوشل النسي بمدينة عتق مركز المحافظة. وتستعد الاستخبارات السعودية التي تعمل على تأسيس مثل هكذا مكونات إلى إعلان ثلاثة مسميات جديدة تشمل محافظات شبوة وأبين وعدن خلال الأيام القادمة .. كما تستعد الاستخبارات الإماراتية إلى تنفيذ نفس المخطط وبما يؤدي إلى إيجاد مكونات متصارعة هشة وركيكة وبما يخدم مصالح الاحتلال وقوى الاستعمار الأجنبي.
وفي ذات السياق أكدت مصادر عن كثب أن الرياض طلبت من أبو ظبي وفي إطار ما يسمونه بمخطط ( المصالح المشتركة) تعيين المرتزق أحمد بن بريك ( رئيس الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي) بدلا عن عيدروس الزبيدي الذي أصبح من وجهة نظر الاستخبارات السعودية متمردا ويشكل تهديدا ( للتحالف العربي) ، وأشارت المصادر أن بن بريك تم طلبه إلى أبو ظبي ولم يصدر أي توضيح حتى الآن بشأن طلبه العاجل.

تساؤلات واستفسارات


وبالتالي فإن كل ما يجري في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة وعلى وجه الخصوص محافظة حضرموت يضعنا أمام العديد من التساؤلات والاستفسارات..أبرزها لماذا كل هذا التناحر المستميت بين الأطراف المتنازعة الخارجية والداخلية حول حضرموت ؟ وأيضاً لماذا يحاول المحتلان السعودي والإماراتي بكل ثقلهما إيجاد موطئ قدم لهما في تلك المحافظة والمحافظات المجاورة كالمهرة وشبوة، بل وكل المناطق الجنوبية والشرقية من الوطن.
وتبقى الإجابة على تلك التسأولات واضحة وهي أن تلك المحافظات بما فيها حضرموت تمثل عمقا استراتيجيا ومخزونا اقتصاديا لليمن ومنفذا بحرياً فريداً إلى دول العالم، ولهذا نجد التكالب ومحاولة الإستحواذ عليها من قبل أولئك المحتلين والصراع بين أذرع مرتزقتهم وسعيهم الحثيث بكل ثقلهم لإحكام سيطرتهم على تلك المناطق والعمل على إذكاء نارالصراع بين أدواتهم المرتزقة والعميلة بهدف تهيئة وتوفير البيئة الملائمة لتنفيذ مخططاتهم الهادفة إلى نهب الثروات وغيرها من المخططات والمطامع التي يأتي في مقدمتها مخطط الحصول على منفذ بحري سعودي على البحر العربي والمحيط الهندي وتحويل الجزر اليمنية وشواطئها إلى أراض محتلة مسخرة لخدمة وتأمين المصالح الأمريكية والصهيونية.
وفي هذا السياق جاءت الزيارات المتكررة لقادة الأساطيل الأمريكية إلى تلك المحافظات ووصول قوات أمريكية والمباشرة في بناء قواعد عسكرية في سقطرى وميون وغيرها من الجزر وفي ذلك دليل واضح للعيان أن نظامي الاحتلال والعدوان السعودي والإماراتي ما هما إلا أداتي تنفيذ للمخططات الأمريكية والإسرائيلية الرامية إلى السيطرة الكاملة على المضائق البحرية والجزر في المحيط الهندي وبحر العرب وكذا البحر الأحمر ومواجهة التمدد الاقتصادي الصيني الذي يهدد مصالحهم في منطقة الجزيرة العربية حيث تعتبر السعودية واحدة من هذه المناطق التي ترفد الخزينة الأمريكية بالأموال الطائلة ولذلك فمن الطبيعي أن تسعى أمريكا وإسرائيل لعرقلة أي سلام بين اليمنيين أنفسهم أو حتى أي تقارب بين حكومة صنعاء والسعودية لأن ذلك سيهدد مصالحهم ويبدد مخططاتهم السالفة الذكر، وعلى هذا الأساس لا نستغرب ما يحدث من صراع دام في المحافظات الجنوبية والشرقية بين فصائل الارتزاق المختلفة سواء بين انتقالي الإمارات ومليشيات الإصلاح أو بينه وبين القبائل أنفسهم.
ونخلص إلى التأكيد أن ممارسات قوى الاحتلال في المحافظات والمناطق الجنوبية والشرقية والغربية تنذر بقرب نهاية الاحتلال وأذنابه وانتصار شعبنا الشامل والكامل على قوى الشر والعدوان التي حتما ستندحر من كل شبر محتل على امتداد اليمن ، وأنها حتما إلى زوال .


طباعة  

مواضيع ذات صلة