مال وأعمال

مستجدات أسواق الطاقة العالمية في ظل التوترات الجيوسياسية

الزيارات: 134

يشهد العالم موجة صعود مستمرة لأسعار النفط خلال العام الجاري بعد مكاسب فاقت الـ 50 بالمائة لخامي برنت وغرب تكساس العام الماضي وسط نقص في امدادات الغاز والذي أدى إلى

يشهد العالم موجة صعود مستمرة لأسعار النفط خلال العام الجاري بعد مكاسب فاقت الـ 50 بالمائة لخامي برنت وغرب تكساس العام الماضي وسط نقص في امدادات الغاز والذي أدى إلى

زيادة الطلب على النفط كبديل.

ولعل التوترات الجيوسياسية كان لها دورا في تسريع وتيرة صعود أسعار النفط ، ومن ضمنها الأزمة الروسية الأوكرانية وتداعياتها على أسعار الغاز.

كما أن الأسعار حضيت بدعم مناسب نتيجة عدم تأثر الطلب العالمي بالحد المتوقع بمتحور أوميكرون نتيجة لتردد الحكومات عن تفعيل إجراءات واغلاقات صارمة شبيهة لتلك التي سادت مع بداية الجائحة.

وبخصوص الأسعار المرتفعة للنفط أن تؤدي إلى ارتفاع البنزين والديزل الأمر الذي ساهم في إبقاء التضخم مرتفعاً خلال العام الماضي .


وفي ظل هذه الأزمة توجهت معظم المصارف الكبرى في دول العالم الى رفع توقعاتها لأسعار النفط، غير مستبعدة ارتفاع الأسعار إلى 100 دولار للبرميل أو أكثر بحلول الربع الثالث من العام الجاري.


فيما توقعت مصارف أخرى ارتفاع أسعار النفط إلى 125 دولار للبرميل العام الجاري و150 دولار للبرميل أو أكثر من ذلك بحلول العام المقبل.


وهو ما تحقق بالفعل حيث ارتفعت بورصة البنزين إلى 151.55 دولار ، فيما وصل سعر البرميل الديزل إلى 173.69 دولار بحسب أسعار البورصة العالمية للنفط الخام.


وبحسب تقرير اقتصادي لمركز نيوهورايزن للاستشارات الاقتصادية والحلول الإدارية والذي قدم رصداً شاملاً لأبرز المستجدات الأسبوعية في أسواق الطاقة العالمية، فإن أهم تلك التطورات تمثلت في استمرار نمو أسعار الخام إلى جانب استمرار مخاوف تراجع الإنتاج العالمي من النفط وكذا اضطرابات التجارة العالمية .


وأشار التقرير، تلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسخة منه، إلى أنه رغم توقعات استقرار المعروض العالمي من النفط الخام واعتدال نمو الطلب على المدى القصير إلا أن سعر البرميل من النفط الخام تجاوز حاجز 120 دولار للبرميل خلال الأسبوع الماضي .


وعزا ذلك الارتفاع إلى جملة من العوامل أبرزها الضغط على الطلب في ظل توقعات تزايد نمو الاستهلاك خلال موسم الصيف، فضلا عن ارتفاع مؤشر قيمة الدولار الأمريكي الى أعلى مستوى منذ ديسمبر 2002م ، حيث سجل المؤشر 104.2 في هذا الأسبوع مقارنة مع 102.14 في الأسبوع الماضي.


ولفت التقرير إلى أن النمو الحاصل لمعدلات التضخم العالمي تسبب في زيادة في أسعار وتكاليف الإنتاج والاستهلاك الضرورية كالغذاء والسكن مما يزيد من ضعف القوة الشرائية للمستهلك وبالتالي يؤثر على حجم نمو الطلب على منتجات الطاقة ( النفط ).


ويشير أحدث تقرير أسبوعي من إدارة معلومات الطاقة ( EIA )إلى أن الطلب على البنزين في الولايات المتحدة ارتفع إلى 9.20 مليون برميل في اليوم بالمقارنة مع 8.98 مليون برميل يومياً في الأسبوع السابق.


وبالرغم من مستوى الارتفاع الأخير، فإن حجم الطلب الحالي على البنزين ما يزال أقل بمقدار 535 ألف برميل في اليوم مقارنة مع نفس الفترة في العام 2019( ما يمثل تراجع بنسبة 5.6٪ ) ، فيما انخفض الطلب على الديزل في الولايات المتحدة إلى 3.65 مليون برميل في اليوم من 3.97 مليون برميل في اليوم في الأسبوع السابق ومع ذلك ما يزال حجم الطلب الحالي يقل بنحو 131 الف برميل في اليوم مقارنة مع العام 2019 ، وهو ما يمثل تراجع بنسبة 3.3 ٪ .


ومن المرجح بحسب التوقعات أن يبقى نمو الطلب العالمي للنفط في حالة اعتدال في ضل توقعا ت استقرار وضع إمدادات النفط خلال الأسابيع القادمة.


وبالنظر إلى توجهات الاتحاد الأوروبي لتنفيذ الحظر على شركات التأمين التي تغطي ناقلات النفط الروسي "صادرات الخام والمشتقات النفطية" المتوقع تنفيذه على عدة مراحل خلال الستة أشهر القادمة.


إلا أن التنفيذ لهذه الإجراءات لا يُعتقد أن يكون لها تأثير كبير على صادرات النفط الروسية بسبب وجود سعة نقل كافية للتعامل مع تزايد حجم المسافات التي سيحتاجها نقل النفط الخام الروسي (ومنتجاته) للوصول إلى أسواق أخرى غير أوروبا.


وبخصوص ارتفاع هوامش التكرير للمصافي ، أفاد التقرير بأن البيانات اليومية لهوامش التكرير للمصافي سجلت ارتفاعات كبيرة وغير مسبوقة خلال العام الجاري، حيث سجل أعلى مستوى لسعر هوامش التكرير للبرميل الديزل في بورصة الخليج العربي حوالي 51 $ في 10يونيو وهو أعلى مستوى منذ 5 مايو الماضي.


فيما تشهد أسعار هوامش تكرير البنزين - في بورصة سنغافورة - ارتفاعاً تصاعدياً منذ بداية شهر مايو الماضي وصولاً إلى قرابة 34 $ للبرميل في 10 يونيو، وهو أعلى مستوى منذ 20 مايو الماضي حين وصل الهامش إلى 39 $ للبرميل الواحد.


ووفقا للتقرير فإن أبرز أسباب الارتفاع العالمي لهوامش التكرير للمصافي هو تدني القدرة التشغيلية لإنتاج المصافي وتراجع الاستثمارات الجديدة منذ بدء جائحة كورونا في العام 2020م ، الى جانب وتراجع حجم التنافسية في قطاع التكرير ، وتزايد الأعباء المالية وتكاليف التشغيل.


حيث أدت الإغلاقات وقيود الحركة بسبب الجائحة الى إغلاق الكثير من المصافي وتأخر عمليات الصيانة وسرعة عودة التعافي واستعادة قدرة الإنتاج بسبب التخفيف التدريجي لرفع قيود التشغيل والذي لم يؤخذ في الاعتبار .


ولعل نمو الطلب العالمي وتراجع القدرة الإنتاجية لعدد من كبار منتجي المشتقات النفطية في العالم نتيجة عدم الاستقرار الجيوسياسي ، كذالك الحوادث وقيود الحركة والعقوبات الجديدة المفروضة على روسيا وإيران من العوامل المساهمة في الارتفاع العالمي لهوامش التكرير للمصافي.


وعزا التقرير أسباب الارتفاع إلى زيادة مخاوف التجارة وأعمال المضاربة في الأسواق العالمية للمنتجات النفطية، الى جانب إرتفاع اسعار الخام وضبابية مستوى الإنتاج العالمي في المدى القصير والطلب أيضاً نتيجة ارتفاع معدلات التضخم وتراجع الأداء والنمو الاقتصادي العالمي.


وكشف التقرير أن توسع الزيادة في معدلات التضخم، " على الصعيد العالمي " تؤدي إلى زيادة تكاليف إنتاج السلع، بما في ذلك من خلال ارتفاع الأجور، وارتفاع تكاليف النقل والتخزين، وزيادة أسعار الفائدة، وارتفاع تكاليف الإقتراض.


وفيما يتعلق بنمو الطلب العالمي أشار التقرير الاقتصادي إلى أن الإنتاج النفطي ألأوبك والمنتجين من خارجها ما يزال دون المستهدف في العام 2022 ،حيث ارتفع إنتاج مجموعة أوبك في الربع الاول من العام 2022 لكنه كان أقل بنحو 1 مليون برميل يوميا عن المستوى المستهدف للمجموعة.


وقد تراجع إنتاج روسيا على أعقاب بدء الحرب مع اوكرانيا بالإضافة إلى انخفاضات طويلة المدى في نيجيريا وأنغولا .


ومن المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي للنفط بمقدار 3.6 مليون برميل في اليوم خلال الفترة من ابريل الى أعسطس القادم نتيجة استمرار التعافي في قطاع النقل والطلب على قود الطائرات وتواصل أسعار النفط العالمية في الإرتفاع منذ العام 2021 .


بيانات التداول للبنزين والديزل خلال الأسبوع الماضي:


وصل متوسط سعر التداول للبرميل البنزين عند الإغلاق الأسبوعي الماضي في في بورصة سنغافورة 155.7$ في يوم الجمعة 10 يونيو حيث استمر تصاعد أسعار البنزين – وبشكل ملحوظ منذ شهر مايو الماضي.


وقد سجل متوسط التداول اليومي للبرميل البنزين 150.5 $ يومي 6 و8 يونيو على التوالي.


فيما واصل ارتفاع مؤشر البرميل حيث سجل تجاوز حاجز 9 $ للبرميل الواحد وهو أعلى مستوى تاريخي له .


وفي يوم 10 يونيو حوالي 72.2 للطن المتري الواحد ويعزى استمرار الارتفاع في مؤشر البرميل للبنزين الى تصاعد حجم نمو الطلب مع تراجع حجم المعروض في الأسواق الفورية بالتزامن مع التوقعات الفصلية لنمو حجم الطلب والاستهلاك للبنزين.

طباعة

مواضيع ذات صلة