السيول .. ما بين النعمة والنقمة

محمد صالح حاتم

مَنّ الله على بعض المناطق في بلادنا بأمطار غزيرة سالت على أثرها الوديان، وارتوت بها الأراضي، بالمقابل فقد خلفت دمارا كبيرا في الأراضي الزراعية والممتلكات العامة والخاصة، والأرواح البشرية..

السيول .. ما بين النعمة والنقمة

محمد صالح حاتم

مَنّ الله على بعض المناطق في بلادنا بأمطار غزيرة سالت على أثرها الوديان، وارتوت بها الأراضي، بالمقابل فقد خلفت دمارا كبيرا في الأراضي الزراعية والممتلكات العامة والخاصة، والأرواح البشرية..

ما شهدته محافظات حجة والحديدة وتعز خلال الأسبوع الماضي من فيضانات كبيرة، يجعل نتسأل كيف يمكن الحد من خطر السيول والتقليل من إثارها؟

الأمطار نعمة من الله- سبحانه وتعالى- ولكن البشر ومن خلال تغيير مجاري السيول، والبناء في طريقها، وعدم تنظيفها من الرواسب والأشجار، تتحول إلى نقمة، تخلف دمارا كبيرا، تجرف الأراضي الزراعية، وتغمر البيوت، وتقطع الطرقات، وتجرف كلما يقف في طريقها، وهذا ما حدث في تهامة ومديرية مقبنة بمحافظة تعز.

هناك مثل يمني يتم تداوله وتناقله بعد كل كارثة تحدث وهو (طريق السيل.. للسيل) ولكن للأسف الشديد نتجاهل هذا المثل، ولا نعمل به.

فما نلاحظه جميعا أن أكثر المواطنين يبنون  بيوتهم في الوديان وفي طريق السيل، ليس هذا وحسب؛  بل أن معظم المدن اليمنية ومنها أمانة العاصمة أصبحت فيها الأحياء السكنية في مجاري السيول، وهذه  كارثة، قد  تكون نتائجها كارثية، والسبب أننا اعترضنا طريق السيل، والمتأمل أن أجدادنا كانو يبنون بيوتهم في أعالي الجبال والمرتفعات لعدة أسباب ليس فقط كما يقال من أجل الحماية من الغزوات والحروب العسكرية؛ بل حفاظا على الأراضي الزراعية، وتجنبا للسيول والفيضانات التي قد تحدث وهذا ما يتجاهله الكثير من المؤرخين والمثقفين.

وأمام ماحدث وما سيحدث مستقبلا يجب اتخاذ خطوات عاجلة وفقا لخطة مدروسة ومنها توعية وتحفيز المجتمع للقيام بمبادرات مجتمعية للتوسع في إنشاء السدود والحواجز والخزانات المائية، لحفظ مياه السيول، والتخفيف من حدة اندفاعها، وتقليل الخسائر، وتنظيف الوديان ومجاري السيول، ومنع البناء في جنبات الأودية، والسوائل ومجاري السيول. مالم فإن الكوارث ستتكرر كل عام،والخسائر ستتضاعف، والمأساة الإنسانية ستبقى.. وأملنا بعد الله كبير في قيادتنا الثورية... والمخلصين والشرفاء من أبناء الوطن مسؤولين ووجاهات اجتماعية.


طباعة  

مواضيع ذات صلة