المرجفون .. وزكام المبررات..!!

المرجفون .. وزكام المبررات..!!

أحمد النظامي

 

 كلما أشرقت فتوحات النصر الغزواي لتبعث أشعة النور والكرامة في آفاق الشعوب التي طغى عليها ثاني أكسيد الانبطاح وبكتيريا الخوف ، إلا وبدأ المرجفون  يطايرون رذاذهم البغيض كوعكةٍ تنخر جسد الأمة.

لعل المرجفين هم صنف ثالث يضاف إلى قائمة اليهود والنصارى في حقيقة الأمر ، وإن كان بعضهم يتقمص الإسلام ، وتكمن خطورة هذا الصنف في أن أساليبهم من اللامرئيات ، ودخان عداواتهم لا يُرى بالعين المجردة ، بعكس اليهود ممن أصبحوا في الواجهة العدائية..

انتشرت روائح المرجفين منذ اليوم الأول لانطلاق عملية طوفان الأقصى - بكل وقاحةٍ للأسف- في التثبيط والسخرية والاستهزاء ؛ فهم يشككون في كل شيء ويقللون من قيمة كل عملية انتصار ، بل ويختلقون المبررات الواهية والأكاذيب النتنة، وكأنهم لا يحسون بما تعانيه فلسطين والقدس وغزة منذ ما يزيد عن نصف قرنٍ ، بل وكأنهم يستحسنون كل الجرائم الوحشية والمجازر المروعة بحق الأطفال والنساء في غزة .. وهؤلاء كما وصفهم أحد الأحرار هم ذوي النفوس الانهزامية والمتصهينة ، وفئة المسخ الفكري العقائدي .

قالوا أن الصواريخ الفلسطينية رشقات عبثية ، فيما يرون عملية طوفان الأقصى محرقة تتبع أجندات أخرى ، ولم نسمع لهم رأياً عن المذابح والمجازر الصهيونية بحق أبناء غزة والضفة والقدس وبيت لحم وغيرها من عام 1948م إلى هذه اللحظة.. ثم لم نسمع لهم أية انتقادات حول التحركات الأمريكية والعصابات المتيهودة لتوسع رقعة اللوبي الصهيوني على حساب عروبتهم ومقدساتهم.. مما يعني أنهم وكلاء العدو ، وأبواب الليل ، وذئاب في ثياب .. قاتلهم اللّٰهُ أنى يؤفكون.

وعلاوة على القول فإن لكل عصر آفاته المستعصية لكن آفة كل العصور هي خلايا المرجفين في الأرض ، لكنهم يموتون بغيضهم ، ويخسرون مواقفهم في الحياتين الدنيوية والأخروية.. وقد حذرنا الله في كتابه الكريم من مغبة خطورتهم وضرورة مواجهتهم ..يقول الله تعالى مخاطباً رسوله الكريم بشأن عدائية هذه الفئة الملعونة:{ لَئِنْ لَـمْ يَنْتَهِ الْـمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْـمُرْجِفُونَ فِي الْـمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا..  مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا }«الأحزاب- آية _6061 ».

ولم تكتف إفرازات المرجفين عند هذه النقطة، بل تحركت لنشر الشائعات والأراجيف بحق الشعوب الحرة ، والتشكيك في مواقفها المساندة لغزة والقضية الفلسطينية ، ومنها موقف الشعب اليمني العظيم الذي شهد بعزيمته وعروبته وشموخه الشرق والغرب وهو يتحرك مستشعراً الواجب الديني والإنساني والمسؤولية الجهادية أمام الله ورسوله.. وهنا يبرز المرجفون أيضاً بل يجدون متنفساً لإشباع نفسياتهم المهزوزة ويضعون شماعات متعددة منها التدخل الإيراني والمد الإيراني ، ولا ندري ماذا صنعت بهم جمهورية إيران الإسلامية ؟!  وما الذي قدم لهم الاحتلال الإسرائيلي اليهودي الغاصب والذي ما تزال يده تقطر بدماء الشهداء الأبرار؟؟!!

ما هذا الانسلاخ المرعب أن يخسر الإنسان رؤيته وموقفه ونفسه في موالاة الظالمين والتبرير لجرائمهم وصولاً إلى حد الانبهار المخزي والفاضح ؟!!

عموماً ستنتصر غزة ، وسيزهق وجه الباطل ، ولن تستطيع أية قوة بشرية في الأرض أن تتجاوز كبرياء وشموخ الحق وذلك وعد الله للمؤمنين

« وكان وعداً مفعولاً»... أما أولئك الانهزاميون المنافقون وطابورهم الخامس وأطروحاتهم المتعفنة فلن يحركوا شعرة ولن يتجاوز تثبيطهم فتحات أنوفهم ، وسيذلهم الله جراء كل تخاذل وكل مكيدة يحيكونها ضد أبناء غزة والإسلام والمسلمين...

فهل يراجعون أنفسهم للخروج من شرخ الأسطوانة الصدئة ؟! وهل ينقذون بقايا كرامتهم إن كانت لهم كرامة للخروج من مستنقع الانبطاح ، ويطهرون نواياهم الخبيثة من ظلامية الأراجيف وزكام المبررات ..؟!!

اللهم فأشهد .

مواضيع ذات صلة